ان مسعانا في هذا الجانب توضيح دور الحناء، باعتبارها أداة تعبيرية، تربط بين ثناياها الذوق والجمال، وتعبر عن انتقال من عالم العزوبة إلى عالم الزواج عند المراة ، قد عرفت هذه المادة، ومازالت تعرف انتشارا واسعا، يتم استعمالها بطرق تقليدية مختلفة.
يتعين علينا وقد وصلنا إلى هذه النقطة أن نلقي نظرة على البعد الجمالي والتعبيري للحناء ، فمن أهم مزاياها تكمن في إعطاء نوعا من الرونق والجمالية، سواء تعلق الأمر بزركشة اللباس الأبيض الصوفي التقليدي الذي يرتديه الانسان البدوي بلون الحناء الأحمر، وإضفاء اللمعان والنعومة والحيوية على الجسد، أو تعلق الأمر في المساهمة في تكاثف الشعر بالنسبة للمرأة. هناك مادة أخرة لها نفس الدور أو مايزيد، وهي مادة "الصُّكْلَة" ، تدهن على الوجه واليدين والرجلين، يكتسي عندها الوجه نوعا من النعومة والصفاء والحيوية.
لا يمكن أن تكون الحناء جميلة إلا إذا كنا نعي جماليتها، فعندما يتأمل الرائي مظاهر الجمالية يكون حساسا إزاء الأنواع الجمالية التقليدية أكثر منه إزاء الأشياء التي كانت مصدر هذه الأنواع.
تقوم الجمالية السالفة الذكر على مبائ تتنافى جذريا، ومبادئ الجمالية الحضرية، فهي مرتبطة بالفضاء الثقافي الاجتماعي. إن تخلي عن خصوصياتها يؤدي إلى سقم البعد الجمالي والتعبيري والرمزي.